1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

طقوس الزواج في كوريا الجنوبية - مناسبة للرشوة

هذا النقاش في 'الواحة' بدأه Haitham sadoon، ‏29 يناير 2010.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    [​IMG]


    شو سانغ هون

    عندما أقام كيم يونغ تشانغ، المنسق المالي الاعلى لكوريا الجنوبية، حفل زفاف ابنته اقدم على فعل غريب وغير معتاد، فقد امتنع عن وضع أمين صندوق يتلقى المال من المهنئين وتجاوز تقليد استلام الظروف المليئة بالنقود.
    باتت الظروف وأمين الصندوق من ثوابت طقوس الزفاف في كوريا الجنوبية، حتى لتكاد توازي قدسية شعائر المناسبة نفسها. إذ قبل ان يدخل المدعوون الى القاعة التي يقام فيها حفل الزفاف يقومون بالاصطفاف في طابور امام طاولة منصوبة ليسلموا الشخص الجالس خلفها مظروفا يحوي كمية من النقود. وهذا الشخص يؤدي دوره بأن يفتح المظروف ويسجل اسم الضيف والمبلغ المستلم في سجل مخملي كبير، وكثيراً ما تتم تلك العملية والضيف لا يزال واقفا امام الطاولة. يقول السيد كيم، وهو مدير ادارة خدمات الاشراف المالي التي تنظم العمل المصرفي والصناعات الامنية لكوريا الجنوبية: تتمثل المشكلة المتعلقة بهذا الجانب من تقاليد الزواج بأن من الممكن اساءة استخدامها لاغراض تعاطي الرشوة. وفي حالتي، فان العديد من المسؤولين المصرفيين كانوا سيأتون وقد حملوا معهم هدايا مالية، ولا ريب أنهم سيبقون في حالة تساؤل إن كنت قد أزعجني وضعهم مبالغ غير مناسبة في المظاريف. يعتبر التبرع بمبالغ مالية لاعانة الاصدقاء والمعارف على تحمل نفقات الزواج او الوفاة من التقاليد القديمة في كوريا الجنوبية، ولكن في الأشهر الاخيرة صار هذا التقليد عرضة للانتقاد لكونه يمثل تبذيراً لا مبرر له. بل انه في بعض الاحيان بلغ حد كونه وسيلة لشراء اصوات الناخبين ورشوة أصحاب المناصب. في شهر ايار الماضي، وبعد أن تناقلت بعض روايات الانباء، الحديث عن حفلات زفاف باذخة تقام في فنادق الدرجة الاولى خلال فترة الركود الاقتصادي هذه، حض الرئيس لي ميونغ باك الاغنياء واصحاب النفوذ في بلاده أن يكونوا القدوة في محاربة ثقافة حفلات الزفاف المتسمة بما وصفه "العبث والاسراف”. السيد كيم هو واحد من مجموعة لا تزال قليلة العدد، لكنها في طور الازدياد، من عوائل الطبقة الوسطى والوجهاء الذين انضموا الى هذه الحملة المضادة والرافضة لقبول الهدايا المالية، والذين اكتفوا بدعوة عدد قليل من الضيوف نسبيا. ومثل هذا كان ما فعله بان كي مون، الامين العام لمنظمة الامم المتحدة، عندما دعا قلة من الاصدقاء المقربين الى حفل زفاف ولده في شهر ايار الماضي، وحذا حذوه وزير الخارجية يو ميونغ هوان عندما تزوجت ابنته في نيسان الماضي، وكذلك رئيس موظفي الرئاسة الكورية تشونغ جونغ كيل في تشرين الاول الماضي. رغم هذا يبقى ينظر إلى مثل تلك الزيجات المتواضعة الإنفاق على أنها حالات نشاز ومادة تتناقلها الاخبار. في كوريا الجنوبية، حيث "المظاهر" هي محط الاعتبار إلى حد كبير، يقاس مقام العائلة من الناحية الاجتماعية من خلال عدد الضيوف الذين يحضرون حفلات الزواج، وكذلك حجم المبالغ المهداة وفخامة مادبة الطعام التي تقام. اما في المآتم، فان عدد اكاليل الزهور المقدمة من الاصدقاء وزملاء العمل والسياسيين المحليين يكون المعيار الاجتماعي الذي تتم المقارنة من خلاله. يقول لي يون جي، وهو صاحب وكالة مختصة بإدارة شؤون حفلات الزواج وستوديو تصوير في منطقة راقية من مناطق العاصمة سيئول:" عندنا يكون الاهتمام بحفلة الزواج مناسبة تسعى من خلالها العائلة الى الإستعراض ولفت الانتباه اكثر من كونها مجرد حفل، فعلى سبيل المثال، عندما ترى عائلة العروس ان ضيوفها اقل عددا من ضيوف العريس تعتبر الامر بمثابة اهانة لها. بعض العوائل ترسل آلافاً من بطاقات الدعوة لحضور الزفاف، وفي بعض الاحيان يثبت في الدعوة رقم الحساب المصرفي لاجل ان يستطيع من لا يتمكن من الحضور إرسال مبلغ من المال. وفي الغالب يتوقف القرار بشان الحضور إلى حفل زفاف معين على ما إذا كان العروسان المعنيان، او اقاربهما، قد حضروا حفلات الزواج او المآتم التي حدثت في العائلة، او أن من المتوقع منهما ذلك. والعوائل تحتفظ بسجلات تثبت فيها المبالغ التي استلمت وممن لكي يقابلوها بالمثل. وإذا ما تخلفت العائلة عن أداء هذا الواجب فقد يؤدي الأمر الى انهيار علاقة الصداقة القائمة. يقول السيد كيم:"في بعض الاحيان تأتيك دعوات من أشخاص لا تربطك بهم معرفة وثيقة. تصل تلك الدعوات وكانها قوائم ضريبة او تثبيت دين”. في كل سنة ينفق العرسان الكوريون الجنوبيون، الذين يقيمون ما عدده 330 الف زيجة تقريبا، ما بين 15 و20 مليون وون كوري جنوبي، أي 13 الى 17 الف دولار كمتوسط لمصاريف كل حفل زفاف، على حد قول لي وونغ جين، وهو رئيس شركة متخصصة بعقد الزيجات تقوم بتنفيذ مسح سنوي لتكاليف حفلات الزفاف. وهو يشير الى ان التكلفة قد تصل الى اكثر من 50 مليون وون عند إقامة تلك الحفلات في الفنادق الراقية. وجزء كبير من هذه التكاليف تتم تغطيته من خلال الهدايا المالية. ففي السنة الماضية قدم الكوريون الجنوبيون ما مقداره ثمانية تريليون وون، او بحدود 524 ألفاً وخمسمائة وون لكل اسرة، على شكل هدايا مالية لمناسبات الزواج والوفاة، طبقا لاحصائيات المكتب الوطني للاحصاء. يقول راي سيونغ هو، 33 عاما ويعمل كمصور فوتوغرافي، والذي حضر حفل زواجه 370 ضيفا في تشرين الاول الماضي: انا لا ارى في الأمر خطأ، فانت تتبرع وبالمقابل تنال المساعدة. الامر برمته يتلخص في تقليد "ساعدني، فأساعدك"، ولولا هدايا المدعوين المالية لغدا زواجي عبئا ماليا على كاهلي. ولكن هذه المظاريف تعكس ايضا نوعاً من الثقافة حيث يعتبر اعطاء المال امراً بديهياً تماما جعل الناس يصفونه في بعض الاحيان بأنه "تحية". ولكنه في حالات أخرى يستخدم كغطاء للرشوة. وعندما تم تعديل قوانين الانتخابات في كوريا الجنوبية في عام 2004، فرضت تلك التعديلات منعا على الساسة من اعطاء مظاريف تحوي المال، باستثناء مناسبات الزواج او الوفاة التي تحصل للاقارب المباشرين. وقد تم توجيه الاتهام الى ثلاثة مرشحين يخوضون انتخابات الجمعيات التعاونية للفلاحين وصيادي الاسماك في ايلول وتشرين الاول الماضيين في قضايا تتعلق باعطائهم هدايا مالية في حفلات زواج الناخبين. كذلك وجهت انتقادات واسعة إلى رئيس منطقة تعليمية في احدى المحافظات في وسائل الاعلام في نيسان الماضي اثر ورود انباء تحدثت عن دعوته ألفي شخص الى حفل زفاف ابنه كان من بينهم مدراء جميع المدارس الواقعة ضمن ادارته، والبالغ عددها 460 مدرسة. يقول تشونغ وو جين، 50 عاماً ويعمل مديرا لاحدى شركات التجهيزات الطبية، ان العديد من ضيوف حفلات الزواج يحضرون وهم "مكرهون"، انطلاقا من خوفهم من احتمال ضياع عقود لأعمال او ترقيات في حالة عدم حضورهم. وهو يمضي فيضيف: لذلك فهم يحضرون لاثبات تواجدهم هناك في الحفل ويقومون باعطاء المظروف ويهرعون الى تناول الطعام، من دون أن يلقوا ولو نظرة على العروس او العريس.
    ورفض تشونغ تسلم المظاريف الحاوية على المال التي قدمت اليه على اثر وفاة والدته في حزيران الماضي، ولكنه يقول انه ما زال مجبرا على حضور ما بين 40 و 50 حفل زفاف او مأتما سنويا تخص اصدقاء او زملاء في العمل، وهو يهدي في كل مناسبة ما معدله 100 الف وون.
    في ذات الوقت يبدي بعض العرسان الشباب تذمراً مما يصفونه بثقافة "الزواج التجاري" التي يسيطر عليها الاباء. فالآباء بصورة عامة هم من يرسل الدعوات وهم الذين يجمعون المال ويدفعون مصاريف الزواج. وعلى العموم، فان الضيوف يأتون لاجل الاباء اكثر منهم لاجل العروسين. تقول لي ايون جيونغ، 35 عاماً وتعمل في شركة للنشر في سيئول: يشعر بعض اصدقائي بالاحباط، ويكثر بينهم التساؤل ان كان زواجهم شأنا يخصهم هم ام يخص اباءهم. وقد قامت جيونغ بتقليص عدد ضيوف حفل زواجها الى 135 شخصا فقط ولم تتقبل اية مظاريف. وهي تضيف: استنكر أيضاً أن تتصل بي فجأة صديقة لي كانت منقطعة عني منذ سنين طويلة قبل حفل زواجها. فمن الواضح إنها تفعل ذلك وفي بالها مظاريفنا الحاوية على الهدية المالية. من قبل شهدت كوريا الجنوبية حملات تدعو للاقتصاد في مصاريف الزواج. ففي عام 1973 حاول الحاكم العسكري بارك تشونغ هي ان يحظر الدعوات المكتوبة والزهور والهدايا في مناسبات الزواج والوفاة، منطلقا من اعتقاد بأن مثل هذه التقاليد كانت عبارة عن تبذير وإعاقة لحملته الرامية الى بناء وتحديث اقتصاد البلاد. ولكن التنفيذ بقي متقطعا، ويقول الخبراء أن حفلات الزواج ازدادت بهرجة وكلفة بعد عام 1999 عندما تم رفع التقييدات، إلى جانب دخول فنادق الدرجة الاولى ووكالات الزواج الى تلك السوق الرائجة. يتنبأ السيد كيم بان الامر سيأخذ بعض الوقت قبل أن يتلاشى تقليد الهدية المالية. وهو يضيف فيقول: بصراحة، وجدت نفسي افكر بأنني قد اعطيت كل تلك المظاريف على مر السنين، فما المانع أن أعود فاجمعها ولو مرة من خلال زواج ابنتي؟ ففي حفلات زواجنا لا يكون التمييز سهلا دائماً بين الرشاوى والهدايا الحقيقية.
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    موضوع جميل ورائع
    مشكور اخي العزيز جزيت خيرا
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة