1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

أطفال عصر الكومبيوتر

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏29 يناير 2010.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    [​IMG]



    براد ستون

    فاجأتني ابنتي ذات السنتين مؤخرا بكلمتين نطقت بهما وهي تحمل في يدها جهاز" كندل" للقراءة الالكترونية الخاص بي: " كتاب أبي”. هنا عندنا طفل في أول مراحل الكلام يكشف لنا بأن بذور الفجوة بيننا وبين الجيل القادم قد زرعت بالفعل.
    فقد ميزت هذه الطفلة أن الجهاز المذكور بديل للكلمات المطبوعة على الصفحات المادية. أنا صاحب ذلك الجهاز ومع هذا لم أتقبل الفكرة بالكامل بعد. نظرة ابنتي إلى العالم والحياة سيتم تشكيلها بطرق مدروسة جدا بواسطة تقنيات مثل " كندل" وغيره من الأجهزة السحرية الجديدة عالية التقنية التي ستقدم هذا العام: التي من بينها انتاج غوغل نيكسوس وان فون، وقرص من انتاج أبل، التي على وشك النزول إلى الميدان. هذه الطفلة لن تعرف شيئا آخر سوى عالم الكتب الرقمية، والدردشة مع الأقارب البعيدين عبر سكايب فيديو، والعاب الفيديو المصممة خصيصاً للأطفال على جهاز آي فون. ابنتي سترى العالم بصورة مختلفة كثيرا عما رآه أبواها.
    ولكن هذه الأجهزة والتقنيات جديدة حتى على الاطفال الاكبر سناً بعشر سنوات، بحيث أني بدأت أميل للاعتقاد بأن جيل ابنتي سيكون مختلفاً تماماً حتى عن الجيل الذي يسبقه مباشرة.
    هذه الفكرة يعكف الباحثون على تحريها هي أيضاً، وهم بصدد وضع نظرية مفادها أن خطى التغير التقني الدائبة المتسارعة قد تعمل على خلق سلسلة من الفجوات المصغرة ضمن الجيل الواحد، حيث أن كل مجموعة من الاطفال ستتأثر بالوسائل التقنية المتاحة لهم خلال مراحل تكوينهم وتطورهم.

    يقول لي ريني، مدير مشروع الإنترنت والحياة الأميركية العائد لمركز بيو للأبحاث: الأفراد الذين تفصل بينهم سنتان أو ثلاث أو أربع تكون تجاربهم مع التكنولوجيا مختلفة كل الاختلاف. فأنت تجد طالب الكلية يحك رأسه بحيرة وهو ينظر إلى ما يفعله أخوه طالب الثانوية من دون أن يفهم منه شيئاً، وهذا الأخير يحك رأسه بحيرة وهو ينظر إلى ما يفعله أخوه الأصغر سناً من دون أن يفهم منه شيئاً. لقد عجل هذا الوضع بحدوث الفوارق بين الأجيال.
    احدى النتائج الواضحة لما قلناه هي ان الأجيال الاصغر سناً ستكون لها تطلعات خاصة وفريدة إلى العالم. فابنة صديقي ذات الثلاث سنوات، على سبيل المثال، تعودت جدا على شاشة هاتف آي فون المتعددة اللمس العائد لوالدها بحيث أنها صارت تتعامل مع الكومبيوتر النقال بأن تمر بأصابعها على شاشته وتنتظر حدوث استجابة.
    هذه الفجوات الجيلية المصغرة يشتد وضوحها في نوع الخيارات التي تقوم بها المجموعات العمرية المختلفة في حقلي الاتصالات والتسلية. فبالاستناد الى عملية مسح قام بها مركز "بيو" يبدو المراهقون أكثر ترجيحا أن يرسلوا الرسائل الجاهزة مقارنة بمن تزيد اعمارهم بقليل عن 20 سنة (68 بالمائة مقابل 59 بالمائة) وممارسة الألعاب على الشبكة (78 بالمائة مقابل 50 بالمائة).
    وقد شخص لاري روسن، استاذ علم النفس في جامعة ولاية كاليفورنيا، هو الآخر هذا الخط الفاصل بين ما يسميه " جيل النت "، الذي ولد في الثمانينيات، و "جيل آي - نسبة إلى آي فون وآي بود"، الذي ولد في فترة ما بين التسعينيات وعقدنا الحالي.

    بالنسبة لجيل النت، كما يقول الدكتور روسن، الذين هم الآن في العشرينيات من عمرهم يمضون ساعتين يوميا في الحديث بالهاتف ويبقون مع ذلك يستخدمون البريد الالكتروني كثيرا. أما جيل آي، فإنهم يمضون وقتا اكثر بكثير في الكتابة النصية مقارنة بالحديث الهاتفي، وهم أقل اهتماماً بالتلفزيون من المجموعة الأكبر ويميلون للاتصال اكثر من خلال شبكات المسنجر الفوري.
    يمضي روسن موضحاً ان الاجيال الأحدث سناً، وعلى خلاف نظرائهم الأكبر، يتوقعون أن تكون الاستجابة فورية من جميع الاشخاص الذين يتصلون بهم، وهم لن يطيقوا ما هو دون ذلك أو يصبروا عليه. هؤلاء الصغار يريدون من معلميهم وأساتذتهم أن يردوا عليهم فوراً، وهم يفترضون أن لهم حق الوصول إلى أي شخص في التو واللحظة، لأن هذه هي التجربة التي درجوا عليها منذ نشأتهم الأولى. هؤلاء الصغار يفترض بهم أن يشبهوا أخوانهم وأخواتهم الأكبر سناً، ولكنهم في واقع الحال لا يشبهونهم. ازدهار العوالم الافتراضية الموجهة إلى الاطفال والعاب الانترنت يثير اهتمام " ميزوكو إيتو"، وهو باحث وعالم انثروبولوجي ثقافي في جامعة كاليفورنيا، إلى أبعد الحدود، حيث يقول ان الاطفال الذي يمارسون تلك الالعاب ستتضاءل عندهم شيئاً فشيئاً القدرة على التمييز بين اصدقائهم الرقميين واصدقائهم الحقيقيين في الواقع، والمشاركة في النشاطات الاجتماعية الافتراضية ستحقق عندهم نفس الإشباع الذي تحققه حفلات نهاية الاسبوع، ولن يكون من شأنهم المساهمة في المرح مساهمة إيجابية بل يكتفون بالضرب على أزرار لوحة المفاتيح في أجهزتهم. يقول الدكتور إيتو أن هذا قد يعطيهم قدرة على الابداع أكثر من الاجيال الأكبر سنا ـ وربما يجعلهم هدفا أشد تحديا لمسوقي منتجات المؤسسات الكبيرة. ويضيف قائلاً: لم يعد يصدق القول بأن هؤلاء الصغار يقبلون على التهام كل ما تقدمه لهم الثقافة الاستهلاكية دونما تمييز.
    الفجوة الأخرى المقلقة داخل الجيل نفسه، كما يعرف أي أب عصري، هي براعة الاطفال الأصغر سناً في ممارسة واجبات متعددة في وقت واحد. حيث تفيد دراسات الدكتور روسن بأن المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 سنة قادرون على أداء سبع مهام معاً كمعدل. ففي أوقات فراغهم تجدهم يقومون بكتابة نصوص عبر الموبايل، وارسال رسائل فورية، وتدقيق الفيس بوك، وهم جالسون أمام التلفاز.
    أما من كانت أعمارهم في بدايات العشرينيات فإن باستطاعتهم أداء ست مهام فقط، ومن كانوا في الثلاثينيات خمس مهام ونصف معاً.

    هذه المرونة شيء عظيم عندما يكون الهدف هو قتل الوقت، ولكن هل سيمتلك الجيل الشاب نفس القدرة على التركيز في المدرسة والعمل كما كان آباؤهم؟ يشعر بعض الباحثين الاجتماعيين بالقلق من أن لا يمتلك شباب المستقبل تلك القدرة على استجماع طاقة التركيز حين تجد الحاجة إلى ذلك.
    من ناحية أخرى يبدو مرجحاً أن يكون الأطفال الذين بسن ابنتي اكثر استرخاء تجاه معاني الخصوصية. ففكرة الهاتف، أو أية أداة أخرى تعلن لحظة بلحظة عن مكانهم مفصحة عن موقعهم الجغرافي، حتى لو كان ذلك حصراً بالأصدقاء والمعارف، من شأنها أن تثير مشاعر التوتر والعصبية لدى المجموعات العمرية الاكبر سنا. ولكن الجيل الجديد من مستخدمي الانترنت وحملة الهواتف النقالة سيجدون تلك الادوات الذكية جغرافياً وكأنها جزء حميم من تكوينهم وطبيعتهم. بل أنهم قد يتوقعون من جميع البرمجيات والأجهزة أن تعمل وفق هذا المبدأ. وهنا قد تكمن الفرصة للمؤسسات كي تضرب ضربتها. فابنتي ونظراؤها لن يكونوا أبداً " خارج نطاق الشبكة " وهم سينتظرون من المتاجر أن تبادرهم بإطلاق تخفيضات أسعار خاصة بهم حين مرورهم بقربها، كما سيكون بوسعهم العثور على أصدقائهم وتعقب أماكن وجودهم أينما ذهبوا.​

    وليس من الواضح بعد ما اذا كانت تلك التفاوتات بين المجموعات المتقاربة من الاطفال والأحداث ستميل إلى التلاشي كلما تقبلت المجموعات الاكبر سنا الأجهزة والتقنيات الجديدة، أم أنها ستتعمق وتستحيل إلى تصدعات اكثر خطورة بين الاجيال المختلفة.
    إلا أن الاطفال والأحداث واليافعين الذين يخوضون هذا التيار المتلاطم من التغيرات التكنولوجية عندهم الكثير جداً من المشتركات. فهم مثلاً لن يخطر لهم أن يتبادلوا تفاصيل حياتهم على الشبكة طالما أن اتصالهم باصدقائهم مستمر طيلة الوقت، وطالما هم منشغلون بشراء السلع الافتراضية وامتلاك الأجهزة البالغة التقدم التي تتولى عنهم القيام بكل شيء. الجيل الجديد سوف يعتقد بأن جهاز " كندل " والكتاب شيء واحد، وهم سوف يسلمون بأن آباءهم وأمهاتهم بعيدون عنهم ولا أمل لهم في التفاهم معهم أبداً.
     
  2. بارك الله فيك استاذ هيثم سعدون
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شكررررررررررررا
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     
  6. foxcom

    foxcom عضو جديد

    جديدك افضل
     
  7. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور على الملاحظة
     

شارك هذه الصفحة