1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

لا تقل أبداً أنا فـــــاشــل

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه achtare2000، ‏6 فبراير 2010.

  1. achtare2000

    achtare2000 عضو جديد

    [align=center][/align]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    الفشل".. لفظة لا وجود لها في قاموس حياتي، لأني لا أعترف بها، واستبدلتها بجملة "أنا لم أُوَفَّقْ"

    لا تستعجلوا وتحكموا على من يقول هذا بأنه محظوظ، وأن حياته مليئة بالمسرّات، وأنه حاز كل ما يتمناه!

    لا تقيّّموا شخصاً ما أنه إنسان ٌ "فاشل" أو "ناجح"؛ لأنها مقاييس لا وجود لها عند من يحقق الإيمان بأحد أركانه وهو الإيمان بالقدر خيره وشره.

    "الفشل" مظهر خارجي للعمل، يدركه الجميع بما يظهر لهم من نتاج السعي، فإن كانت النتيجة هي ما تعارف عليها الجميع أنها رديئة فهو في عُرفهم "فشل"، وما تعارفوا أنه جيد وحسن، فهو إذاً "نجاح".

    ولكن.. أين ما وراء الظواهر؟

    أين علم الغيب مما يحدث من واقع السعي؟

    فقد يكون من نحكم عليه بأنه "ناجح"، هو في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن النجاح.
    ومن نرثي اليوم لفشله، قد يكون في قمة النجاح وهو أو نحن لا ندرك هذا.

    عندما كنت أقرأ في سيرة الصحابي (زيد بن حارثة) حِـب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعلمت كيف لا أصدر حكمي على الأمور بظاهرها، أو أجعلها مقياساً لتحديد النجاح والفشل في حياتي.

    عندما أراد الصحابي زيد -رضي الله عنه- الزواج، ولمّا كانت منزلته الكبيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم يشهد لها الجميع، فقد خطب له النبي صلى الله عليه وسلم ابنة عمته زينب -رضي الله عنها وأرضاها- فقبلت به لأنها تعلم تلك المنزلة، رغم فارق النسبين.. فقلت في نفسي:

    إنهما مثالٌ لأنجح زوجين، فهو ربيب النبي -عليه صلوات ربي وسلامه- ويملك ما يجعله مثال الزوج الصالح في نظر أي امرأة..
    وهي ابنة الحسب والنسب العفيفة الشريفة ذات الأخلاق الكريمة -ولست أهلاً لأزيد من الثناء عليها- رضي الله عنها. ومع ذلك، انفرط عقد زواجهما، وانفصلا بالطلاق!

    فهل يمكنني أن أصف زيداً بأنه "فاشل"؟
    وهل يمكنني أن أصف زينب بأنها "فاشلة"؟

    أليس الطلاق بين الزوجين علامة لفشلهما في تحقيق الاستقرار الأسري؟

    إذاً حسب المقاييس التي اتفق الجميع عليها، هما "فاشلان"! وحاشا لله أن يكونا كذلك.

    فقد قدّر رب العالمين أن تنتهي رابطة الزواج بالإنفصام.. ليبدأ بعدها رباط أقوى وأسمى لكل منهما.

    فقد كان أمر الزواج والطلاق بعد ذلك لحكمة خفيت على الجميع، وهي إبطال التبني، ونحن نعلم أن زيداً كان في البدء يُنسب لسيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- بحكم تبنيه له. وكان يُدعى (زيد بن محمد).

    ولأن الله أنزل تشريع الأحكام متدرجة بما يتناسب مع المجتمع حينها، وقد تعارف الجميع على جواز التبني، وجواز أن يرث الرجل إحدى نساء أبيه بعد موته.
    طلق زيدٌ زينب.. فأمر الله -تبارك وتعالى- نبيه أن يتزوجها..

    فأدرك المسلمون أن التبني محرم، والدليل زواج نبيهم بطليقة من نسبه إليه

    الله أكبر !

    وها هي زينب قد تحولت في نظر النساء -وأنا منهن- إلى امرأة محظوظة "ناجحة"!

    وتزوج زيدٌ من امرأة أخرى، وأنجبت منه (أسامة بن زيد بن حارثة) – حبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبِه .. ونجح في تربية (أسامة) الصحابي القائد لجيش يضم كبار الصحابة، وهو في الخامسة عشرة من عمره!!

    فأين تقييم "الفشل" و "النجاح" في ما حدث؟!

    ولأضرب لكم مثلاً من عصرنا الحاضر:

    يتقدم طالبان لامتحان القبول لمعهد العلوم المصرفية!
    ينجح الأول في امتحان القبول وبتفوق، ويعود لأهله يُبشرهم بهذا "النجاح"،
    بينما لم يحقق الثاني درجة القبول، فيرجع لأهله ليلقى اللوم والتقريع على تقصيره في الاستعداد للإمتحان بمزيد من الدراسة والمذاكرة، رغم أنه بذل أقصى ما بوسعه..

    ولأنه في نظر من حوله، ونظره هو أيضاً "فاشل"
    فقد أصيب بالإحباط، وانزوى في بيته يتجرع كؤوس الندم.

    الأول يصبح رئيس بنك ربوي عظيم ذو شأن.. بمرتب كبير، مكَّنه من اختيار زوجة جميلة من أسرة عصرية، وعاش حياة مرفهة..

    وأما الثاني فما وجد أمامه سوى أن يتعلم مهنة بسيطة عند أحد الصناع.. فاكتسب منه خبرة ومهارة أهَّلته ليفتح ورشة منفصلة بعد سنوات.
    حقق منها دخلاً مناسباً ليبني أسرة ناجحة.. وعاش حياته برضى وقناعة.. ومع مرور السنوات أصبح مالكاً لأكبر الشركات التجارية والمقاولات الإنشائية.

    في رأيكم.. من هو "الفاشل" و من هو "الناجح"؟!

    هل هو الأول، الذي جنى أموالاً ربوية كنزها و سيحاسب عن مدخلها ومخرجها؟

    أم هو الثاني، الذي رُزق رزقاً حلالاً طيباً من كدّه وعرقه، وصرفه في إسعاد أهل بيته؟!

    لو كنتُ مكان الأول، لتمنيت لو أني لم أنجح في امتحان القبول.. و لو كنت مكان الثاني "الفاشل" لحمدت ربي على عدم توفيقي في الإمتحان، "فشلي".


    إن ما يحدث لنا، إنما هو ابتلاءات من الله، أو استدراج لمن اختار طريق الغواية ودروب الشيطان.

    قد يحدث أن تسير على طريق شائك حافي القدمين، وبدون انتباه تدخل شوكة في باطن قدمك، قل الحمد لله..
    فما أصابك من ألم ٍ فيه خير لك، فقد كفـّر الله بها خطاياك، وأثابك على ألم الشوكة.. أفلا تقول الحمد لله؟

    تتقدم لطلب وظيفة فتـُرفض ويُـقبل غيرك رغم استحقاقك لها، قل الحمد لله..
    فعمل ٌ أفضل منه ينتظرك، وهو أصلح لك من الأول. وقد يكون رئيسك فيه أطيب خلقاً، أو تجد فيه صحبة طيبة، أو يكون محل العمل أكثر قرباً لمسكنك فتكسب الوقت لقضاء عبادة تنفعك في الآخرة.. أفلا تقول الحمد لله؟

    تتقدم لخطبة إحدى النساء اللواتي تحلم بالزواج منها، فتعترض أمورك عوائق، قل الحمد لله..
    فزوجتك الصالحة تتنظرك، لتلد لك أبناءً أصحاء، ربما ما كانت الأولى ستلد لك مثلهم!.. أفلا تقول الحمد لله؟

    تعزم على السفر لقضاء مهام أو عقد صفقة تجلب لك المال والسمعة والوجاهة، ولكنك تفوّت موعد الطائرة، فتـفقد صفقتك.. قل الحمد لله..
    فربما خسرت صفقة تجلب لك مالاً، ولكن ربما كسبت مقابلها فرضاً للصلاة صليته في مسجدك وخشعت له جوارحك وبكت له عيناك، فكسبت مغفرة ورحمة من الله تضفي عليك سعادة لم يذقها أحد ٌ من قبلك من ذوي الصفقات اللاهثين خلف جمع المال!.. أفلا تقول الحمد لله؟

    لا تقل "فشلت".. بل قل.. "لم يوفقني الله".. والحمد لله على كل حال

    لا تقل "أنا فاشل".. بل قل.. "أنا متوكل".. وخذ بالأسباب.. وقل الحمد لله على ما قدّر لي مسبّب الأسباب..

    لا تقل "أنا لاأملك شيئاً".. بل قل.. "الله ربي ادخر لي من الخير ما لا أعلمه".. والحمد لله يرزق من يشاء بغير حساب..

    لا تقل "أنا لاشيء" بل.. أنت شيء.. كما أنا شيء .. والآخر شيء..

    فاطلب من ربك أن يدخلك في رحمته التي وسعت كل شيء.
    وأنت شيء.. أنت في نظري كل شيء..

    يا عاقد الحاجبين..

    ابتسم من فضلك، ولا تحزن..

    وعاود الكرَّة.. واستخر ربك في كل خطوة تخطوها.. وارض بما قسمه الله لك من نتيجة أمرك..

    ولا تقل بعد اليوم "أنا فاشل".. بل قل:

    "أنا ناجح" بإيماني..

    "أنا ناجح" بطموحي لإرضاء ربي..

    "أنا ناجح" لحبي لنبيّي..

    "أنا ناجح" لأني مسلم.. وهذا يكفيني.

    منقول من موقع طريق الاسلام
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    بارك الله فيك على الموضوع المميز والرائع
     
  3. الله عليكى موضوع جميل وهايل
     
  4. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    موضوع جميل ومفيد
    ويحتاج فعلا من الشخص ان ينظر الى نصف الكأس الممتلئ لا الى النصف الفارغ
    وهناك كتاب رائع قراته اتمنى من كل شخص ان يقرا لانه رائع ومفيد
    وهو دع القلق وابدأ الحياة لمؤلفه ديل كارنيجي
    التفائل جميل وعدم الخوف من تكرار التجربه اجمل ودراسة الامر قبل العمل بشي يؤدي الى نتائج ايجابيه
    فلنسعى الى تكرار التجربه ولكن بدراسة وتخطيط واوعدكم انكم لن تكونوا فاشلين
    مشكوره على الموضوع الجميل فعلا
     
  5. achtare2000

    achtare2000 عضو جديد

    اخي الكريم محمد عبد الوهاب اخي اافاضل الكابتن علي واخي الطيب هيثم
    مشكووووووووورين على الردود الحلوة والقيمة وعلى مروركم العطر يعطيكم الف عافية
     
  6. محمد سيد

    محمد سيد عضو جديد

    بارك الله فيك وزادك من علمه
    شكرا على المعلومات
     
  7. achtare2000

    achtare2000 عضو جديد

    مشكور اخي الكريم محمد السيد وبارك الله فيك على المرور الطيب
     
  8. Totti3836

    Totti3836 عضو جديد

    مشكور يا أخ:icon30:ي الكريم أنها من أجمل الموضيع التي قرأتها يوماً
     
  9. يوسف

    يوسف عضو جديد

    ررررررررررررررررررررررااااااااااااااااااااااااااااائع :clap:
     
  10. achtare2000

    achtare2000 عضو جديد

    totti
    اخي الكريم يشرفني مرورك الطيب وبارك الله فيك
     
  11. achtare2000

    achtare2000 عضو جديد

    اخي الكريم يوسف بارك الله فيك على المرور الطيب ويعطيك الف عافية
     

شارك هذه الصفحة