1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

ماذا تعرف عن التشحيم الاجتماعى

هذا النقاش في 'الواحة' بدأه كابتن على عبد العزيز، ‏11 فبراير 2010.

  1. التشحيم الاجتماعي
    لكل مجتمع عاداته وتقاليده التي تحكمه وتنظم العلاقات الاجتماعية فيه. وتمتاز الشعوب الشرقية بثراء واسع يكاد يصل إل حد التخمة في الموروث الثقافي من العادات والتقاليد الاجتماعية. ,وبالرغم من أن هذه التقاليد والعادات والموروثات تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ، إلا أن الكثير منا يتمترس خلف جدار تلك العادات بشكل فولاذي. فتراه يدافع وينافح عن موروث خاطئ لا لشيء إلا لأنه هكذا وجدنا آباؤنا يفعلون.
    ومن العادات الصاخبة في مجتمعاتنا الشرقية هي عادة "التشحيم الاجتماعي"! هل سمعتم بها من قبل؟ حسنا... التشحيم الاجتماعي هو عملية صيانة دائمة لماكينة العلاقات الاجتماعية في المجتمع، نذيب فيها الكثير من القوانين والنظم التي تسيّر حياتنا في سبيل إرضاء الناس. نسوق على ذلك مثالا: رجل يدخل إلى مكتبة عامة ويريد الجلوس على الكرسي في حين أن جميع الكراسي مليئة بالقراء فتجد أمين المكتبة يبتسم ويقول له المكان مليء لكننا يمكن أن نوفر لك مكانا، فيذهب أمين المكتبة إلى أحد القراء البسطاء ويطلب منه مغادرة المكان لإفساح الزائر الجديد الذي تبدو أمارات الثراء على وجهه. مثال آخر، زائر يطلب مقابلة المدير بدون موعد مسبق فيرد السكرتير بأن المدير في اجتماع هام الآن..ثم ينظر السكرتير إلى السيجار الفاخر في يد الزائر فيزدرد لعابه ثم يقول لكننا يمكن أن نطلبه من الاجتماع لمقابلة "حضرة سيادتك". ما الذي دفع السكرتير إلى تجاوز النظم التي تمنع مقابلة الزوار أثناء الاجتماعات؟ إنها العادة القميئة...التشحيم الاجتماعي. مثال أخير أسوقه لأنني كنت شاهدا شخصيا عليهيوما ما: مدير في اجتماعه تتصل به السكرتيرة وتقول هناك ضيف هام واسمه كذا..فيقول لها دعيه يدخل، فينفض الاجتماع بالطبع ويتهافت المدير إلى طلب الشاي والقهوة للضيف الهام! وبعد انصراف الضيف يبدأ موشح المدير في التأفف والضجر من أولئك المزعجين الذين لا يدركون أهمية الوقت ويقتحمون الاجتماعات!
    أين الخلل إذن؟ إنها عادة مصاحبة للكثير من الناس في المجتمع وهذه الظاهرة خطيرة للغاية من حيث التدرج، فالذي "يشحم" علاقة اجتماعية، قد ينحدر به الأمر إلى أن يصل مرحلة "التشحيم القومي". وفي الحقيقة ان هناك الكثير من الأمثلة أيضا على المستوى العام، ففي أحدى الدول العربية كان هناك قرارا سياسيا بتغيير أحد الوزراء بسبب سوء إدارته، لكن تم إيقاف قرار التغيير في آخر لحظة..والسبب؟ قيل أن هذا الوزير كبير في السن ولا يجوز أن نتعامل مع كبار السن بهذه الطريقة المهينة..أين الاحترام لكبار السن هنا! وهكذا يتم "تشحيم" دولة بأكملها. يتم مقايضة حقوق المواطنين مقابل وجاهة الوزير الفلاني أو بسبب مكانته المالية المرموقة.
    أنا أعتقد أنه سبب دوراننا حول أنفسنا في حين أن الغرب يتقدم يعود لهذا السبب. فنحن ما زلنا نعيش في ضياع وغياب للعدالة الاجتماعية والسياسية والمدنية. لقد صار "التشحيم الاجتماعي" آفة تحشر نفسها في كل مكان من حياتنا. والحل؟
    الحل بالطبع يكمن في التخلص من التشحيم الاجتماعي. وهنا المشكلة. قد يظن البعض أن الأمر يحتاج إلى دورة تدريبية مثلا في إدارة الوقت أو إدارة الاجتماعات أو إدارة الذات وبذلك تنتهي المشكلة. إن التدريب الجيد يساهم إلى حد كبير في كبح جماح هذه الظاهرة المتفشية في مجتمعنا. لكن والحق يقال فإن هذا التدريب يحتاج إلى مهنية عالية من المدرب وهمة أعلى من المتدرب. دون أن يكون هناك نية جارفة وعزيمة لا تكل للمصاب بداء التشحيم الاجتماعي، فإنه من الصعب أن يتم التخلص من هذه العادة.يجب أولا على المصاب أن يعرف أنه مصاب، ثم يتم معالجة هذا الداء بالتمرين المستمر والمراجعة الذاتية. ومن أهم نقاط التدريب التي ينبغي التركيز عليها هنا هو تعلم المصاب بأن يقول كلمة "لا" بفعالية وبتوكيد للذات وبطريقة لا تجرح الآخرين بشكل كبير.
    بقلم المهندس مهيب عبد أبو القمبز
    غزة - فلسطين

     
  2. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    :clap::clap::clap:
    مشكور استاذ علي على الموضوع الجميل
     
  3. أبو نورالدين

    أبو نورالدين عضو نشط

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته​


    جزاك الله كل الخير كابتن على على الموضوع الممتاز​



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته​
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    موضوع رااااائع جدا
     

شارك هذه الصفحة