تدمير إبداع المقاتلين

انتقل تعليم الفنون القتالية من ساحات القتال والمعابد و ساحات التدريب و مراكز الجيش إلى النواد في غالب الأمر أو كما يقال لها باليابانية في عالم الكاراتيه " الدوجو" إن هذا الانتقال أثر بشكل ما على كيفية ظهور هذه الفنون و تحولت بعدها فنون القتال إلى رياضة لتكون مجال التقاء لا مجال نزاع و هذا ما حققه المصطلح الجديد في حياتنا الرياضة بمعناها الحديث بالإضافة لمدلولاتها الأخرى طبعا ً.



صورة لأحد أفلام بروس لي


انتقلت كل تعاليم الاحترام لمعظم الفنون القتالية لتعبر عن شيء واحد مهم وهو أنه نحن الآسيويين-كما في الفنون الآسيوية - وغيرنا من ممارسي الفنون القتالية اكتشفنا أن القتال ليس هو الهدف إنها الروح و نقاء الروح يقوي نظرة المقاتل و نقاء الروح هو ما يجعل الحياة جميلة و لهذا كان الصحابة رضوان الله عليهم أجدر بحمل اللقب و الاستخلاف في الأرض وكذلك زين للآخرين سوء أعمالهم



هناك قوى تدمر المبدعين في عالم الفنون القتالية فلم يعد الدافع القديم للحروب موجودا ً بقوة لكن هناك من يتدرب لينتقم و هناك من يتدرب ليقتل وهناك من يتدرب لكي يهابه الناس والدافع الأساسي للتدريب لدى الكثيرين هو الخوف فمم أنت خائف و هل هذا عيب بحد ذاته ؟؟
و لهذا الدوافع التي تبدو قوية لديها نقاط ضعف كثيرة منها أنها تنتهي بانتهاء المؤثر وتؤثر في نفس المتدرب و حياته وتتحكم في راحته وقلبه و تتركه ضعيفا ً بعد أن يحقق مبتغاه أو يخيل له ذلك بتغلبه على من حوله فقط !!!

إذا ما هي القوى المدمرة للمبدعين في عالم الفنون القتالية !! حسنا ً لنرى عن قرب إذا ً :



الكلمات

لاعب الكرة الشهير باجيو البطل الإيطالي الشهير لما ظهر من هذا النجم الكبير من قوة وخلق و إمكانيات تفوق المعتاد ... وبعد مغادرته ساحة الملاعب يرفع شعارا ً لمؤسسته الجديدة يقول فيها( كلمة تدمر لاعب موهوب وكلمة تخلق لاعبا ً موهوبا ً) ... وهو الآن في إيطاليا ً يقوم بواجبه الكروي لينشء جيلا ً صاعداً جديدا ً في إيطاليا ً فلا تحسبوا أن الإنجازات تقف لوحدها إن خلفها أناسا ً خلف الكواليس قاموا بالعمل المطلوب منهم بكل حب وكرامة ... إنهم يخاطبون أنفسهم بتقدير إنهم لا يلومون أنفسهم على أخطائهم حيث يعرفون أنهم بذلوا أقصى ما يمكن بذله وتدربوا ليحصلوا على أفضل النتائج ...إن كلماتهم رائعة تجاههم وتبين حقيقة تقديرهم بل وحبهم لما هم عليه ورضاءه بذلك وانطلاقهم من هذه النقطة .....وهم يخاطبون تلاميذهم بكلمات تجعلهم أقوى من قبل في أي تدريب ... ويوضحون لهم الصورة كذلك فإن لم تقم بما يجب عليك القيام به فلن تحقق ذلك الإنجاز .... هذا ما حدث لمايكل جونسون لاعب الكرة الشهير عندما جاء وهو في الأول الثانوي ليلتحق بفريق المدرسة فقال له المدرب بعد أن شاهد ما هو فيه من تصميم حسنا ً سأمنحك فرصة ولكن بعد عام ولكن دعني أشاهد تدريباتك هنا خلال هذا العام لأقرر بعد عام ماذا سأفعل ؟؟؟ قال جونسون كلمات رائعة في قلبه على ما يبدو ... لربما قال هكذا فقط يجب علي أن أحقق هدفي ... وجاء في كل الأيام عصفت الريح أم لم تعصف أمطرت وأثلجت ولكنه لا يزال يسبق الجميع وها هو حقق ما كان يريد كأكبر نجوم كرة السلة في العالم كله



عدم تقدير الذات

ينشأ الطفل من الأحاسيس وكلمات وما شاهده عند الصغر وما رآى عليه والديه وكيف يتعاملان مع من هو فوقهما أو في مستواهما ... هل يوجد احترام هل أقدر ذاتي ... قد يهتز احترامي لذاتي حينما أربط المواقف العاطفية بشخصي كخليفة الله في الأرض وعندما يكون عقلي فارغا ً من العلم الحميد و قلبي غير جاهز لتقبل ذكر الله أو محاولة فهم ... تقدير الذات هو احترامك لنفسك من خلال نفسك ومنه ينشأ احترام الآخرين لك ثم الانتماء لقبيلة أو عائلة و منه الانتماء للإسلام والمسلمين بحب فقدر نفسك فلا أحد يستحق الإكبار و لكن في نفس الوقت الكل يستحق الترحيب و الاحترام فلا تكن مغلقا ً

عندما نشاهد لاعبا ً اهتزت ثقته لأن مدربه حكم عليه ولربما كان يستطيع التدريب لعدة ساعات لسنوات ليحقق ما يريد ولريما لم يكن بتلك الموهبة ولكنك تحرمه فرصة المحاولة في تحقيق ما يحب ؟؟!! وتحرك فيه ما سمعه عن الآخرين عن نفسه بأن ضعيف وهو ليس كذلك ... إنه فقط لم يتعلم كيف يحقق النجاح ويقفل آذانهم عن السلبيين و الأشخاص سريعي الحكم للأسف ولم يكن لديه الرؤية والإصرار الكافي
ليخطو خطواته للأمام



الشهوة و الضعف

تشتهي السوء والمعصية للأسف في عدة حالات في حالة عدم تقديرك لذاتك و لقيمتك و منها تنطلق لتقلل من شأن أي شيء آخر والعياذ بالله و من تكبرك و ضنك أنك صالح و لا تضرك المعصية ومن اغترارك بأصالة معدنك أو بنسبك ... إنه مدخل آخر هو التكبر ومنه تدخل من باب جديد وهو التكبر فيقل أداءك و تنشغل بإنجازاتك القديمة !!! وقد قيل أن الشيطان يدخل لك من بابين باب الجهل وتظهر البدع و باب الشعوة فتظهر المعاصي و الكبائر

قد لا أمانع في وقوفك واحتفالك بل أؤكد عليه بشدة لكن الدنيا دوما ً تكون في اليد لا في القلب



التكبر

قيل

ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع

وهذا ليس باب الناجحين إنما بكل بساطة المتكبرين فكن كما قال الشاعر

على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكريم المكارم

إن الحق هو أنك إنسان مخلوق من نطفة ومن ضعف وفيك إمكانيات الإستخلاف وبسبب ذات الأنا عندك حولت ما لديك من إمكانيات لصالح نفسك بدلا ً من تحويلها للاستخلاف التكبر باب الذي رآى في نفسه أنه أفضل من غيره لأنه ......... (أسباب كثيرة) ولكن للأسف لا يتقدم أحدنا حتى يستخدم عقله مع فطرته ... أي أن فطرة الله المودعة وتوفيق الله هو السبب في نجاحنا لعلنا ندرك منها مدى رحمة الله تعالى ... وعلى غرار الآخرين فهم يظنون أنهم خلف إنجازاتهم و هم غاضبون ويدافعون عن ذلك بل يصلون لدرجة التكبر أحيانا ً بسبب الجهل أو المكابرة للأسف

النمل (آية:40):(قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك فلما راه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ااشكر ام اكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم )




الأخلاق

زوال الأخلاق والمودة والرحمة والتسامح و كل شيء جميل يجعل القلب لا يرى جيدا ً ومنه قد يلتقي هذا القلب الغاضب بمن أخلص بصدق دون أن ينظر لما حقق بل يتقدم مقدرا ً لذاته محترما الكبير عاطفا ً على الصغير ليلتقيا في نزال ويفاجئ أن الغضب ليس مفتاحا ً للنصر رغم كل ما بذل

هل يمكن تحاشي هذه القوى ؟

الهدف والإصرار و التكرار وإدراك الحقائق يصنعن الأعاجيب



حسنا ً ما الحل إذا ً

اتباع الصورة الحقيقية للمؤمن

وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)

حسنا ً نحتاج لتصحيح المصطلحات نحتاج للعيش
بالقرآن والسنة

 

مشكور اخي العزيز ايمن

 

شكرا لك أخي Haitham sadoon

 

بارك الله فيك علي المواضيع الرائعة

 

شكرا لك أخي shaolin

 

مشكور اخي العزيز

 

شكرا لك أخي شكرا لك أخي

 

شكرا يا أستاذ لكن أنا اريد ان انصح كل مقاتل اذادخل اي فن قتالي لايقول لنفسه انا أتدرب لكي أقاتل من يهزء بي أو لكي ينتقم ولكن ليبدع في هذا الفن وشكرا

 

شكرا لك أخي الكريم على هذه النصيحة والرد الجميل