1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

خبراء الايكيدو في وطننا العربي ( 11 )

هذا النقاش في 'فن الآيكيدو Aikido' بدأه الفنان القتال، ‏9 أبريل 2010.

  1. الفنان القتال

    الفنان القتال عضو جديد

    :idea:
    تكملة لمسيره خبراء ومدربي الايكيدو في وطننا العربي وهذه المره من الاردن الجميلة

    ومع صديقنا العزيز السنسيه / رائد فيصل موسى أبوخليفه


    (( بسم الله الرحمن الرحيم
    بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله و صحبة أجمعين أما بعد ، ففي البداية لا يسعني إلا أن أشكر أخي و صديقي ذياب العسيري الذي أتاحي لي هذه الفرصة لأنضم إلى كوكبة نجوم العرب في فن الآيكيدو Aikido – لم أقل رياضة بل فن لأنه فعلا ً فن بمعنى الكلمة- مع أنني لا أستحق هذه المكانة بين عمالقة فن الآيكيدو العرب نظرا ً لانجازاتهم و مراتبهم و مناصبهم المهمة التي شغلوها ويشغلونها ، ولكنني أردت أن ألبي طلب أخي و صديقي ذياب لعلي أساهم في نشر هذا الفن الراقي في وطننا العربي الحبيب.
    قبل أن أتحدث عن سيرتي الذاتية في الآيكيدو أود أن أتحدث عن شخص أحببته قبل أن أقابله شخصيا ً لأني لمست فيه معنى الطيبة و المثابرة و النشاط المنقطع النظير ، إنه أخي و صديقي ذياب العسيري ، لست متملقا ً و لا متحيزا ً ولكنني أكتب ما أشعر به لقد شعرت أنني أعرف هذا الشخص منذ فترة بعيدة على الرغم من أنني قد عرفته في البداية عن طريق موقع يو تيوب حيث كان له عروض مسجله هناك فأعجبتني مهاراته و فنياته في الآيكيدو و لكن ما أعجبني أكثر هو شخصيته الطيبة المحبوبة و همته و نشاطه وحبه لغيره و هذا ليس بغريب لأن كل من قابل و عرف ذياب سيشعر نفس الشيء ، سيشعر أنه أمام إنسان كرس نفسه لقضية و عمل بجد و إخلاص لها دون كلل أو ملل و لا يوفر أي مجهود من شأنه أن يطور وينمي هذه القضية و هي نشر الآيكيدو في الوطن العربي و توثيق و ترسيخ الروابط بين الممارسين لها.

    البطاقة الشخصية
    الاسم : رائد فيصل موسى أبوخليفه.
    تاريخ الولادة : 4 / 7 / 1975م.
    مكان الولادة : فرانكفورت ألمانيا.
    الجنسية : أردني.
    التحصيل العلمي : بكالوريوس في علم الحاسوب و أنظمة المعلومات الحاسوبية جامعة فيلادلفيا جرش الأردن
    المهنة : معلم حاسوب في مدارس وكالة الغوث الدولية لإغاثة و تشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى UNRWA.
    الحالة الاجتماعية : أعزب.
    الهواية : الرياضة بشكل عام و خصوصا الفنون العسكرية ( القتالية ) و المواضيع المتعلقة بالحاسوب Computer.

    البطاقة الرياضية
    • لاعب آيكيدو منذ عام 2003م حتى الآن و حاصل على حزام أسود 2 دان أيكي كاي.
    • حاصل على الحزام الأسود 2 دان في الأرنيس الحديث الفلبينية من اللجنة الأردنية للأرنيس الحديث .
    • مارست الجوجتسو البرازيلية لفترة بسيطة
    • مارست التايكوندو لمدة سنتين منذ عام 2000م – 2002م و حصلت فيها على الحزام الأحمر من الدرجة الثانية وهو الحزام الذي يسبق الحزام الأسود مباشرة.
    • مارست الملاكمة لمدة سنتين منذ عام 1991م - 1993م وحصلت فيها على مركز ثالث مكرر في بطولة المملكة للشباب.
    بداياتي:
    لقد ذكرت سابقا بأني مولع بالفنون العسكرية ( القتالية ) وقد كان لي شغف بالكونغ فو تحديدا ً لأني أعجبت بحركاتها الرشيقة وأسماء قبضاتها و أساليبها و قصصها فقد كنت أعرف عن الكونغ فو و أقرأ عنها أكثر من أي فن عسكري آخر و كنت أبحث عن مدربين كونغ فو ولكن الكونغ فو لم تكن منتشرة في الأردن في تلك الفترة كما هي الآن و لم يكن لها اتحاد ،في المقابل كان للتايكوندو و الكراتيه و الجودو انتشار أوسع في المملكة الأردنية الهاشمية. على أية حال لم تكن تلك بعد بداية دخولي عالم الفنون العسكرية فقد أحببت الملاكمة أيضا منذ صغري وفي سن الخامسة عشرة جاءت الفرصة و أتيحت لي بممارسة الملاكمة في العطلة الصيفية مع أن أبي كان يرفض كوني ابنه الوحيد من الذكور لذلك مارست الملاكمة بالسر دون علم أبي و استمر الحال لمدة سنتين تقريبا شاركت خلالها ببطولتين للشباب الهواة و قد أحرزت في إحداها مركز 3 مكرر بالرغم من عدم مشاركتي الفعلية بها لأن يوم أول مباراة لي توفيت والدتي وبعدها تركت الملاكمة إلى دون رجعة ،بعدها ازداد وزني ، و لأنني كنت معتادا على ممارسة الرياضة قررت أن أرجع لأمارسها ولكن هذه المرة أردت أن أدخل وأخوض عالم الفنون العسكرية فوجدت لي مركزا قريب من منطقة سكني يدرب التايكوندو وقد اخترت التايكوندو على الكاراتيه كوني كنت أمارس الملاكمة و هذا يعني أن ذراعي قويتان و أردت أن أقوي رجلاي فدخلت عالم التايكوندو. ولكن وجدت أن التايكوندو تدرب على أساس تنافسي أي كرياضة لإحراز المراكز و الميداليات في البطولات وليس كفن عسكري وقد كان لي فلسفة معينة آن ذلك بأن أدخل أكثر من فن عسكري و أتقنه ثم يصبح لدي رصيد و كم هائل من التقنيات من الفنون العسكرية المختلفة فأطبق منها ما يقتضيه الموقف أي بمعنى أذا ارتأيت أن الموقف يتطلب تقنية في فن التايكوندو أطبق هذه التقنية و إذا كان الموقف يتطلب تقنية في فن الكراتية أستخدم هذه التقنية و هكذا، ثم تعرفت على شاب في مركز التايكوندو و أخبرني بأنه مارس فن الآيكيدو و لم أكن أعلم من فن الآيكيدو سوى اسمها و أنها تعتمد على الحركة الدائرية في تقنياتها فقلت لنفسي لنجرب فنا ً آخر و بالفعل ذهبت معه حيث كان يتدرب سابقا ً و قمنا بمباشرة التدريبات في مركز الأمير راشد لفنون القتال في المدينة الرياضة عمان - الأردن و كان هذا في نهاية عام 2002م ثم انقطعنا لفترة شهر من الزمان و عاودنا التدريب في بداية عام 2003 م مع أن الآيكيدو كانت قد دخلت الأردن قبل هذا التاريخ بكثير حيث علمت أن الآيكيدو كانت بداياتها في الأردن في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي بعد أن كان متطوعين يابانيين يقومون بتدريب الآيكيدو حيث تعاقب على تدريب الآيكيدو في الأردن حوالي خمس يابانيين كان آخرهم في العام 2002م ولكني لم ألتق بأي منهم حيث أني كنت قد بدأت ممارسة الأيكيدو بعد مغادرة آخرهم الأردن ، وقد بدأت تدريب الآيكيدو على يد أحد تلاميذ الشيهان جوون يامادا وهو ماليزي أسمه رازي حاصل على رتبة حزام أسود 2 دان لمدة ستة أشهر تقريبا و بعد مغادرة السنسيه رازي استمررت بالتدريب على يد أحد الممارسين القدماء للآيكيدو وهو من أوائل الحاصلين على الحزام الأسود 1 دان في الأردن عن طريق الشيهان جوون يامادا وهو بسام بزادوغ وكان من المتميزين في فن الآيكيدو و خلال هذه المدة من عام 2003م ولغاية عام 2010م شاركت في العديد من السيمينارات التدريبة على يد أشهر المدربين أذكر منهم السنسيه لبيب زعتره و الذي أكن له الكثير من الحب و الاحترام و التقدير ، حيث كان قد تعرف على فن الآيكيدو خلال دراسته في الخارج في يوغوسلافيا السابقة و حصل منها على رتبة حزام أسود 3 دان و كان من المدربين المتميزين ذوي الشخصية الجذابة الرائعة وكان قد ذكر لنا أنه استفاد من الآيكيدو حتى في حياته العملية فهي تعتبر كمنهج تفكير و حياة وهو يقيم حاليا ً في جمهورية مصر العربية ، أيضا كنت قد تدربت مع السنسيه عاطف أمين الحاصل على حزام أسود 3 دان حيث كان قد أمضى فترة لا بأس بها في الأردن و قد تتلمذ على يديه العديد من الطلاب ، فأوجه له تحية من خلال هذا المنبر .أيضا كنت قد شاركت بسيمينار في الأردن بإشراف السنسيه مظهر الدردي الحاصل على حزام أسود 4 دان أيكي كاي وأيضا من المدربين الذين شاركت بسيمينار تحت إشرافهم السنسيه فرانكو ميرتوفي 6 دان أيكي كاي إيطاليا ولا أنسى الشيهان جوون يامادا 7 دان أيكي كاي.

    الحاضر
    حاليا ً أقوم بالتدريب في مركز الأمير راشد بن الحسن لفنون القتال منذ عام 2007م إلى الآن جنبا ً إلى جنب مع أخي و صديقي الدكتور أيمن الترعاني الحاصل على حزام أسود 2 دان أيكي كاي حيث كان من أوائل الحاصلين على الحزام الأسود في الأردن ، وقد كنت حصلت على الحزام الأسود 1 دان أيكي كاي في العام 2006م وفي بداية هذا العام 2010 تقدمت لفحص ترقية حزام أسود 2 دان أيكي كاي تحت إشراف الشيهان جوون يامادا وبعون الله اجتزت الفحص بنجاح تام.
    آراء و ملاحظات و نصائح
    في البداية أرجو المعذرة فقد أطلت عليكم و لكني أود أن أسرد بعض نصائحي و آرائي و ملاحظاتي التي اكتسبتها من خلال ممارستي لفن الآيكيدو
    إن فن الآيكيدو فن رائع يهدف إلى نشر المحبة و السلام بالرغم من كونه فن من الفنون العسكرية ( القتالية ) فهو يعرف بالفن العسكري المسالم Martial Art of Peace لأنه يهدف إلى إخضاع الخصم و السيطرة عليه دون أذى وهذا ما لا يوجد بالفنون العسكرية الأخرى التي تعتمد على لكم الخصم و ركله مما يسبب له الأذى النفسي و الجسدي و معروف أن من الصعوبة بمكان أن تسيطر على خصم دون إلحاق الأذى به فمن السهل جدا أن تدمر و تهدم و يتم ذلك خلال ثوان معدودة أما عملية البناء فتحتاج إلى جهد و فترة طويلة وهذا مايميز فن الآيكيدو ، وقد ذكر كبار معلمي الفنون العسكرية أن الجوهر الحقيقي من تعلم الفنون العسكرية ( القتالية ) هي أن تتعلم أن لا تقاتل ، كيف هذ التناقض فنون عسكرية (قتالية ) وأن لا تقاتل ! ؟ في الحقيقة إن هذا ما يتلخص من خلال العبارة العفو عند المقدرة فعندما تتعلم الفنون العسكرية و تصبح لديك المعرفة في كيفية القتال و فنونه تترفع عن الدخول و المشاركة في أي شيء من شأنه أن يؤدي إلى قتال.
    أيضا ما يميز فن الآيكيدو بأنه يكاد يكون الفن العسكري الوحيد الذي يستطيع المرء أن يمارسه في أي سن بل و يستمر و يصبح الشخص أفضل كلما تقدم بالعمر لخبرته في هذا المجال و هو فن لا يتطلب لياقة بدنية عالية كالفنون العسكرية الأخرى و لا حتى مرونة فائقة لممارسته بل يحتاج إلى تفكير و هدوء و تنفس و انتظام . وفن الآيكيدو يعتبر من الفنون العسكرية التي تنتمي إلى فئة الفنون التي تعتمد على القتال القريب أو ما يعرف بالالتحام القريب مثل الجودو و الجوجيتسو البرازيلية و السامبو الروسية و غيرها و التي تكون تقنياتها تعتمد على رمي الخصم ( طرحه ) و الإغلاق على المفاصل و الضغط على المناطق الحساسة في الجسم.
    أما بالنسبة لنصائحي لممارسي الآيكيدو الجدد فهي عليكم بالتمرين المستمر ففن الآيكيدو من الفنون التي تحتاج إلى صبر حتى يؤتي ثماره و حتى تحصل على الحزام الأسود فيه فإنك تحتاج بشكل متوسط إلى أربع سنوات أو أقل حسب همتك و نشاطك و أستعابك للآيكيدو ، و عليك بطاعة مدربك في التمرين و أن لا تمل من كثرة التكرار فالعملية ليست بكثرة و كم التكنيكات التي تعرفها بقدر إتقانك لأحدها فأن تتقن تكنيك واحد بعينه خير من معرفتك لعشرة تكنيكات لا تتقن واحدا ً منها، و لا تقل أن هذ التكنيك أعرفه أريد شيئا ً جديدا ً بل تدرب عليه لتصبح أفضل فيه و علو مرتبتك أو رتبتك لا يعني إهمال الأساسيات بل الزيادة في إتقانها ، فاللاعب الذي برتبة 2 دان يجب أن تكون مهارته في تأدية التكنيكات المختلفة في الآيكيدو أفضل من اللاعب الذي يؤدي نفس التكنيكات و الحاصل على 1 دان و أنا أشبه التمرين و التكرار فيه مثل عملية التصويب على هدف بواسطة قوس أو سلاح ناري فإذا طلب منك إصابة الهدف من خلال محاولة واحدة فإن احتمال إصابتك للهدف ستكون ضئيلة أما لو طلب منك إصابة الهدف من خلال عشرة محاولات فأنا متأكد من أنك ستصيب الهدف تماما ً في المرة العاشرة لأنك في كل مرة تصوب فيها تجري التعديلات على التصويب حتى تصل إلى النتيجة المرجوة وهي إصابة الهدف و كذلك الأمر بالنسبة للتمرين في فن الآيكيدو فإن اللاعب يحاول في كل مرة يتمرن فيها أن يصقل مهارته من ناحية السرعة و التوقيت و التكنيك حتى يصل لمرحلة الحركة الممتازة ولا أقول للحركة الكاملة أو الكمال لأن الكمال لله وحده سبحانه وتعالى. و ستكتشف أن التكنيك الذي تعرفه في كل مرة تتمرن عليه فيها تتكشف لك جوانب فيه و تفاصيل لم تكن تدركها من قبل وهذا ما يؤكد نظرية الاستمرار و التكرار في التمرين على التكنيكات المختلفة.
    أيضا من الملاحظات على الطلاب الجدد الذين يمارسون الآيكيدو هي أنهم يحاولون أن يطبقوا التكنيك بالجزء العلوي من الجسم دون التنبه بأن الإتقان الحقيقي للتكنيك لا يتأتى إلا بإتقان حركات القدمين و الجزء السفلي من الجسم و لذلك عليكم إيلاء الانتباه لحركات الجزء السفلي من الجسم وخصوصا القدمين و حركتها و الانتباه لأدق التفاصيل فيها حتى شكل أصابع القدم و اتجاها و اتجاه القدم.
    وكذلك من الملاحظات على الممارسين الجدد للآيكيدو هي صفة ممارسة القوة الواضحة في التكنيك اعتقادا منهم أن القوة هي التي تنجح التكنيك متناسين أن الآيكيدو أصلا ً لا تعتمد على القوة العضلية ولو كانت كذلك لكان أفضل لاعب آيكيدو في العالم هو لاعب كمال أجسام أو مصارع، على عكس مؤسس و موجد فن الآيكيدو موريهي أوشيبا الذي كان قصير القامة صغير الحجم و لكان ليس هناك مكان للفتيات و كبار السن الذين يفتقدون لعنصر القوة العضلية.كذلك ينسى لاعب الآيكيدو أن نجاح التكنيك يعتمد على تظافر و توافر مجموعة من العناصر إذا فقد أحدها أصبح هناك خلل في التكنيك و بالتالي تقل فرص و احتمالات نجاح التكنيك ، وهذه العناصر هي إتقان التكنيك نفسه و توقيت أداء التكنيك و التنفس أثناء أداء التكنيك و تطبيق القوة الكامنة أثناء أداء التكنيك و المعروفة في الآيكيدو باسم كي Ki و أخيرا التوافق و التناغم و الانسجام مع الخصم Harmony وهو جوهر الآيكيدو . أخيرا أود الإجابة عن بعض الاستفسارات التي واجهتها خلال مسيرتي في الآيكيدو خصوصا ما يتعلق بمدى فاعلية الآيكيدو كفن عسكري ( قتالي ) و مدى إمكانية الدفاع عن النفس باستخدام فن الآيكيدو و جدواها في المواقف الحياتية الفعلية و العملية.في البداية يجب أن أذكر أن الآيكيدو فن عسكري وليس رياضة و الفرق أن الفن العسكري يمارس كما هو بدون حذف منه لإنه لا يستخدم للتنافس في البطولات العالمية و التي يتم فيها حذف بعض الحركات من الفن الأصلي حتى يتم الحفاظ على سلامة اللاعبين و حمايتهم كما تم في الفنون العسكرية الأخرى مثل الكراتيه و الكونغ فو و التايكوندو حيث تم إسقاط بعض التكنيكات من الفن لخطورتها و بالتالي أصبحت تمارس كرياضات تنافسية أكثر منها كفن عسكري فاللاعب الذي يمارس التايكوندو كرياضة يختلف عن اللاعب الذي يمارسها كفن عسكري ( قتالي ) فهدف الاثنين من الممارسة مختلف تماما ً فالأول يمارسها لغايات المنافسات الرياضية الدولية تماما مثل كرة القدم و السباحة و غيرها فهي أصبحت رياضة وعلى ذلك أصبحت تدرب.والفارق أن اللاعب الثاني وهو الممارس للفن العسكري بإمكانه المشاركة في البطولات لأنه يتدرب بشكل أفضل فنيا ً و تقنيا ً أما اللاعب الأول فإن من الصعب عليه أن يمارس الرياضة كفن عسكري فطبيعة التدريبات مختلفة و الأساليب و التقنيات في التدريب مختلفة تماما ً.
    و الآن لنرجع لأصول ومنابت الآيكيدو ، فقبل أن تصبح الآيكيدو على هذا الشكل الذي نعرفه الآن كانت تسمى آيكي جتسو AikiJitsu وهي أعنف من الآيكيدو كونها أستمدت معظم حركاتها من فن الجوجتسو اليابانية و التي هي أصل الجوجتسو البرازيلية التي نشاهدها الآن في البطولات العالمية مثل الـ UFC الأمريكية و الـ Pride اليابانية و غيرهما من البطولات العالمية ، و كان فن الجوجتسو الياباني يستخدم من قبل محارب الساموراي في الحروب حتى يتخلص ويقضي على خصمه في حال كان محارب الساموراي بدون سلاحه وهو سيف الكاتانا الرهيب فهو كان فن يستخدم للقتل بمعنى أن معظم حركاته و تقنياته كانت خطيرة إن لم تكن مميتة ، و من المعروف أن موريهي أوشيبا Morihei Ueshiba كان يتقن هذا الفن ( الجوجتسو ) بالإضافة لإتقانه فن القتال بالسيف الياباني و الرمح مما جعله يقوم بإيجاد فن الآيكيدو وهو مزيج من حركات الإغلاق على المفاصل المستنبط من فن الجوجتسو الياباني و حركات الجسم من القتال بالسيف و الرمح إلا إنه أراد من هذا الفن أن يكون أداة للسلام و لذلك نجد أن من تدرب و مارس الآيكيدو مع المعلم الكبير موريهي أوشيبا في بداياته كان يغلب عليه طابع القوة في الأداء و العنف في التنفيذ مثل تلميذ أوشيبا المعلم سايتو SAITO و الذي كان معروف بأسلوبه القوي و العنيف ، و من مارس الآيكيدو و تدرب عليها في أواخر أيام المعلم أوشيبا كان يغلب على أسلوبه النعومة في الأداء و السلاسة و الانسيابية دون التركيز على القوة و العنف وهذه نتيجة طبيعة مع تقدم العمر فأوشيبا كان فتيا ً في بداية إيجاده لفن الآيكيدو و بالتالي كان من الطبيعي أن يضفي بعض القوة و العنف على تكنيكاته وهو بذلك استغل عنصر الشباب في الموضوع ولكن الأمر أختلف عندما تقدم في السن فأصبح يميل إلى السلاسة و النعومة و لكنه أصبح يهتم و يركز أكثر على مفهوم الطاقة الكامنة ki و الذي كان ينمو معه كلما تقدم في السن.ما أود أن أقوله أن الآيكيدو يمكن أن ترد لأصلها الجوجتسو و بالتالي تصبح ليس فعالة فقط في المواقف الحقيقية و لكن خطيرة و مميتة أحيانا ً ولكن هذا يرجع إلى الشخص نفسه الذي يمارس الآيكيدو بإمكانه أن يرجعها لأصولها إذا أراد وهذا يتطلب منه مجهودا إضافيا ً في التدريب بالإضافة لعنصر الإبداع و التفكير العميق في التكنيكات المختلفة وليس من مثال أفضل على ذلك من الممثل العالمي المشهور ستيفن سيجال Steven Seagal فستيفن سيجال تدرب على الآيكيدو الكلاسيكة مثله مثل أي شخص آخر ولكن ستيفن لم يقف عند هذا الحد بل أراد أن يثبت للعالم أن الآيكيدو التي يعتبرها البعض نوع من التمثيل أو من الرقص و التي تصلح للفتيات و كبار السن فقط هي بالفعل فن عسكري ( قتالي ) فعال إذا ما أرجعناه لصورته الأولى ، ولذلك نجد أن فن الآيكيدو أشتهر في العالم من خلال هذا المممثل الأمريكي الذي يحمل الحزام الأسود 7 دان مع أنه كان موجود قبل ستيفن سيجال ولكن ستيفن هو من أعطاه نكه خاصة به وصبغه بصبغته فأصبح له أسلوبه الخاص في الآيكيدو.في النهاية ما أود قوله أن الآيكيدو هي مثل الكتاب المفتوح أو مثل المصدر المفتوح كما هو معروف في عالم البرمجة في الحاسوب Open Source بإمكانك الإضافة إليه و تلوينه كيف ما شئت و إضفاء طابعك الخاص بك ، وأجمل ما سمعت من تشبيه للآيكيدو هي أنها تشبه الماء الذي يصب في كؤوس و أوعية مختلفة ذات ألوان و معادن مختلفة فالماء سوف يتشكل و يتلون حسب الوعاء و الكأس الذي صب أو وضع فيه و كذلك الناس فهي مثل الأوعية المختلفة في الطول و السمك و اللون و الشكل فكل منهم سوف يضفي طابعه الخاص على الآيكيدو الذي يصب فيه. و في النهاية يكون لك الخيار كيف ستلون الآيكيدو الخاص بك هل ستجعلها عنيفة مثل ما يطلب معظم الناس - فهم يميلون دائما للعنف و هذا واضح من خلال الأفلام التي يشاهدونا و حتى الرياضات التي يمارسونها - وبالتالي سوف تخالف فلسفة المعلم الكبير موريهي أوشيبا الذي أراد أن تكون الآيكيدو فن عسكري ( قتالي ) مسالم يدعو للسلام والمحبة أم أنك ستتفق مع المعلم بأن هذا العالم قد نال بما فيه الكفاية من العنف و الحروب و القتل و التدمير و أن الأوان قد حان للنظر للعالم من منظور آخر يملأه الحب و الخير و السلام ، أترك الخيار لك عزيزي القارئ ؟ ))
     
  2. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    :clap::clap::clap:
    مشكور على الموضوع الجميل اخي العزيز
     
  3. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    جزاك الله خيراً
     

شارك هذه الصفحة